فن التحريض على الفتنة من قمص الأقصر إلى مؤرخ الأهرام
د. إبراهيم البيومي غانم - جريدة المصريون
مع كل حادث من حوادث "الفتنة الطائفية" التي باتت تتكرر بشكل مريب في مصرنا العزيزة، تنشط همة البعض ، ليس في معالجة الأسباب التي تؤدي إلى وقوع هذه الحوادث، ولا ليساعد في تجفيف منابعها واسئتصال شأفتها ، وإنما ليتفنن في تغذية المناخ المشحون أصلاً بعوامل التوتر الممقوت بين أبناء الوطن. هذا ما نلاحظه منذ عدة سنوات؛ حيث إن عدداً من الكتاب ممن يصفون أنفسهم بأنهم "علمانيون"، أو "ليبراليون" ـ وأغلبهم من سواقط الماركسية المنهارة ـ دأب على تعميق مشاعر التوتر الطائفي، وصب النار على الزيت. وتشير كتاباتهم عند كل مناسبة يقع فيها حدث من أحداث الفتنة، إلى أنهم يعزفون على نغمة واحدة، وإن اختلفت تخصصاتهم، أو تباينت مواقعهم الوظيفية أو المهنية. هذه النغمة تدور حول اتهام الطرف الذي ينتمي إلى الأغلبية، وإدانة الفكر المتطرف (الإسلامي طبعاً دون غيره)، والتأكيد على أن الفقر هو البيئة الاجتماعية الحاضنة لهذا الفكرـ دون أن يقترحوا علاجاً له ليخلصونا من نتائجه ـ ثم تنتقل المعزوفة من هذ التحليل إلى تحميل الهيئات الإسلامية بمختلف تياراتها وجماعاتها المسئولية كاملة عما حدث، ابتداءً بالأزهر الشريف، وانتهاءً بمظاهر التدين الفردي والسلوكيات التي تدخل ضمن الحريات الشخصية التي لا تخص أحداً سوى صاحبها. بعد ذلك تنتقل المعزوفة ـ مرة أخرى ـ إلى تحريض الدولة كي تحكم سيطرتها على تلك الهيئات، وكي توقع مزيداً من العقوبات بطرف دون آخر، بل ومطالبتها باتخاذ سياسات تمييزية لصالح أبناء الأقلية، بحجة أن التمييز في هذه الحالة هو تمييز "إيجابي" لابد منه . حتى وقت قريب كان العلمانيون أو الليبراليون ـ وخاصة من سواقط الماركسية المنهارة ـ هم المنتجون الرئيسيون لتلك التحليلات حول أحداث الفتنة وتحميل مسئوليتها للجانب المسلم ؛ بحق أو بدون حق. وكان مفهوماً أن يكرس هؤلاء ـ من سواقط الماركسية المنهارة ـ جهدهم للهجوم على كل ما هو إسلامي، سواء كان مؤسسة ، أو فكرة ، أو رمزاً ، أو سلوكاً ؛ حيث لم يجدوا لهم مهرباً من حالة الإحباط من جراء سقوط أفكارهم وتهافت إيديولوجيتهم ، إلا في الهجوم على الآخرالمسلم ، والدعوة لإقصائه، وممارسة الوصاية عليه، وتحميله أوزار فشلهم. ولم تكن كتاباتهم تخرج عن كونها نوعاً من التحريض المباشر والسافر على إلحاق الأذى بالتيارات الإسلامية وبكل ما يمت إليها بصلة.ولكن السنوات القليلة الماضية شهدت نقلة نوعية بدخول نوعيات جديدة في مدرسة "فن التحريض" المباشر على الفتنة، هذه النقلة تمثلت في تصاعد وتيرة تسميم المناخ الاجتماعي العام بالأفكار والنزعات المتعصبة التي تزيد من الاحتقان الطائفي، وتهيئ أسباب انفجاره على نطاق واسع. ومن أبرز هذه النوعيات التي التحقت بسواقط الماركسية في إنتاج الخطاب التحريضي على الفتنة : بعض رجال الأعمال، وبعض أستاتذة الجامعة، وبعض رجال الدين المسيحي. ومع دخول البعض من هؤلاء على خط إنتاج التحريض على الفتنة، انتقل جوهر الخطاب الذي يمارسونه من مجرد الهجوم على بعض الممارسات أو الأفكار والسلوكيات التي يقوم بها المسلمون الذين يشكلون أغلبية المجتمع المصري (بنسبة 94.5%) إلى التهجم على أصول الإسلام ذاته؛ بما هو عقيدة وشريعة، ربما تأثراً بحملات الهجوم الغربية التي استعرت في السنوات لأخيرة وطالت شخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم بلا أدنى حياء. وربما ستقواءً بالهيمنة الأوربية ـ الأمريكية على العالم، وسيطرة اليمين المسيحي المتطرف على الإدارة الأمريكية في ظل حكم الحزب الجمهوري برئاسة جورج بوش، وربما لضعف المسلمين وتشتت قواهم وكثرة المنازعات فيما بينهم، وربما لخليط من هذه الأسباب جميعاً. ولدينا نموذجان من نماذج المنضمين إلى ممارسي فن التحرض على الفتنة: النموذج الأول: هو القمص صرابامون الشايب(أمين دير القديسين الطود ـ الأقصر) الذي أصدر بياناً بمناسبة الأحداث التي شهدتها مدينة إسنا مؤخراً وتحولت إلى فتنة بين بعض المسلمين وبعض الأقباط هناك. وما قاله القمص في بيانه يدخل بامتياز في إطار صناعة الكراهية بين المصريين وتهديد أمنهم ووحدتهم الوطنية. وأنا هنا أنقل حرفياً ما اقتبسه ضياء رشوان من ذلك البيان ، وأورده في مقاله بالمصري اليوم (24/12/2007) ؛ حيث وصف القمص أحداث إسنا بأنها صفحة من " كتاب أسود عمره أربعة عشر قرناً"، ومضى في بيانه يقول إنه مضطر لمخاطبة الضمير العالمي "فالضمير المصري انتقب وتحجب منذ زمن طويل، وتفرغ لخرافات وترهات ظلمة البادية والجاهلية"، ـ لاحظ ربطه بين الحجاب والنقاب وبين الخرافات وترهات البادية والجاهلية ـ ثم وصف ما حدث أيضاً بقوله إن "خفافيش حراس ظلمة الجاهلية يضعون في طريق الأقباط المسالمين المطحونين فخاخ الظلم والتعصب والتعسف، متمثلة في محجبة تحرش بها قبطيان، وأخرى منتقبة تعرض لها قبطي بعد سرقة شيء من محله التجاري، وتناسوا كل جرائمهم في حق كنائسنا وشعبنا ونسائنا منذ أن لمعت سيوفهم في القديم وحتى اليوم". (انتهى كلام القمص حرفيا). وأنا أدعو الحريصين على الوحدة الوطنية إلى إدانة هذه اللغة التي كتب بها القمص بيانه ونقدها ، وإلى التحذير من مثل هذا الكلام الذي صدر في بيان رسمي من شخص له منصب ومسئولية دينية، فليس لهذا الكلام من معنى سوى التحريض الطائفي ضد المسلمين، والاستقواء بما سماه "الضمير العالمي" ضد بلده، ولا يوجد شيء اسمه الضمير العالمي فعلياً وعلى الأرض سوى العصا الغليظة التي تمسكها الولايات المتحدة الأمريكية، هذا ناهيك عن تطاوله على الإسلام والمسلمين عندما وصف تاريخ المسلمين منذ أربعة عشر قرنا ـ هي أيضاً عمر الإسلام منذ فتح مصر ـ بأنه "كتاب أسود عمره أربعة عشر قرنا"، ووصفه بعض المواطنين المسلمين بأنهم"خفافيش حراس ظلمة الجاهلية...." إلخ، وحديثه عن "السيوف"، و"الجرائم" ليس إلا نوعاً من إتقان فن التحريض وتأجيج نيران الفتنة، وإلا قل لي بالله عليك: أهذا كلام شخص مسئول يريد وأد الفتنة والمحافظة على وحدة أبناء الوطن؟. ولماذا يتصدر الحديث في مثل هذه الأوقات المتأزمة من يجهل ما قاله البطرك بنيامين عندما فتح عمرو بن العاص مصر وأعطاه الأمان وخلصه من ظلم واضطهاد الكنيسة الرومانية، قال ما معناه :" عرفت الأمن والفرح" . أنا لست ممن يؤمنون بمقاومة مثل هذه الأفكار المتطرفة عن طريق جرجرة قائليها أمام المحاكم، رغم أن هناك ما يسوغ ذلك؛ لأنها أفكار تهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، ولكنني أؤمن بأن مثل هذه الأفكار يجب أن يتصدى لها المخلصون من أبناء الوطن ـ بمن فيهم سواقط الماركسية المنهارة الذين يتباكون على الوطن والمواطنةـ فنحن لا نقبل أبداً أن يسئ شخص ـ وإن كان يحمل صفة دينية كنسية ـ إلى أقباط مصر ويصورهم في حالة عداء عميقة هكذا على النحو الذي صوره هذا القمص، ولا نقبل أن توصف أغلبية مواطني مصر بهذه الصفات الخارجة عن حدود الأدب، ولا أقول العلم؛ فما قاله لا يخرج عن كونه امتداداً لأفكار متعصبة لا تمت للعلم بصلة قال بها أنطونيوس الأنطوني في كتابه "وطنية الكنيسة القبطية" وهو كتاب في تعليم أصول الكراهية بين الأقباط والمسلمين؛ إذ صور فيه تاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي قبل أربعة عشر قرنا على أنه تاريخ دمار للأقباط ولمصلحة المسلمين، وحاول أن يبلور ملامح خاصة بالأقباط منعزلين عن أغلبية أبناء الشعب المصري من المسلمين. وتجذير التمايز الطائفي تاريخيا في أي مجتمع هو المقدمة الحقيقية لتفككه كما يقول أستاذنا الحكيم طارق البشري، وهو ما فعله أنطونيوس الأنطوني، ويبدو أن القمص صرابامون الشايب من تلامذته.لم تكن مفاجأتي بالنموذج التحريضي السابق من جانب القمص أمين دير القديسين، بحجم مفاجأتي بالنموذج الثاني وهو الدكتور يونان لبيب رزق ـ أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس ـ الذي تنشر له جريدة الأهرام بانتظام، فقد كتب مقالا بالأهرام (30/12/2007) بعنوان" آل ساويرس"، مهد لدفاعه فيه عن المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال المعروف بالقول إنه ـ أي د. يونان ـ "سبَّق انتماءه الوطني على كل انتماء". ثم تحدث عن علاقته بأسرة ساويرس منذ ثلاثين سنة عندما دعي ليكون عضواً في مجلس إدارة "جمعية الشبان المسيحيين" حيث تعرف على أنسي ساويرس، والد المهندس نجيب. نصف مقال الدكتور يونان يحكى قصته مع آل ساويرس، وقد وضع فيه نجيب ساويرس في مصاف مكرم عبيد، والقمص سرجيوس، من حيث الوطنية، وهذا يسعد كل مواطن مصري ويفرحه، وأنا أول الفرحين بذلك ما دام صحيحاً . ثم أكد الدكتور يونان على أن ما يعجبه في نجيب ساويرس أمران" الأول: روح وطنية ترعى مصالح مصر وتعلي من شأنها، والثاني: نظرة تنويرية للمستقبل ، ورفض ما حدث خلال العقود الأخيرة من جر البلاد إلى ثقافة العصور الوسطى، التي تتجاهل ما أحرزه العالم من تقدم خلال القرون الستة الأخيرة". ولا ندري قصد الدكتور يونان بثقافة العصور الوسطى: هل يقصد ثقافة الكنيسة التي استبدت بأرواح الناس وعقولهم في الغرب في ذلك الزمن ، بينما سطعت فيه شمس الإسلام وحضارته في الشرق؟! أم ماذا؟ . على أية حال فقد كان كل ذلك تمهيداً قدمه الدكتور يونان قبل أن ينتقل إلى لب موضوع المقال وهو الدفاع عن حق نجيب ساويرس في أن يقول ما شاء في شأن خاص من شئون التدين لمسلمي مصر بحجة أن ذلك "رأي أبداه في الشأن الوطني" ـ وهذه هي المرة الأولى التي نعرف فيها أن أذواق النساء في ارتداء الملابس شأناً وطنياً ـ وأن هذا أحد حقوقه كمواطن، وذلك عندما قال في مؤتمر صحفي ـ أوائل نوفمبر الماضي ـ إنه عندما يسير في شوارع القاهرة يشعر بالغربة و"كأنه في إيران"، إلى غير ذلك مما علق به على ظاهرة انتشار الحجاب في الشارع المصري. ومن حق كل ذي رأي أن ينتقد ما قاله نجيب ساويرس، فاللمز بإيران واضح وغير مقبول، وحكاية الشعور بالغربة من انتشار اللباس المحتشم (الحجاب والنقاب) لا يقل عنه الشعور بالغربة حال انتشار الملابس الإفرنجية وأزياء العري الفاضح الخادش للحياء.وأياً كانت وجهة نظر نجيب ساويرس، فإن أحداً لا ينكر عليه أن يمارس دور المفكر والمصلح الاجتماعي، وأن يوثق علاقاته بمجتمع المثقفين وأهل الرأي ـ بعد أن نجح في أن يصبح واحداً من أغنى أثرياء العالم حسب تصنيف مجلة فوربس ـ ولكن في مقابل ذلك لا بد أن يتقبل النقد، ويقبل الرأي الآخر فيما ذهب إليه تلميحاً أو تصريحاً. ولكن يبدو أن للدكتور يونان لبيب رزق رأياً آخر هو أن نجيب ساويرس على رأسه ريشة، وأنه لا يجوز لأحد أن يعقب على آرائه أو ينتقدها ، وأن من يفعل ذلك إنما هو من أصحاب "الأقلام التي احترفت التكفير، مستغلة في ذلك انتماءه الديني"ـ على حد تعبير الدكتور يونان في مقاله المذكور ـ هكذا، من يختلف مع ما ذكره الثري العالمي هو في عرف يونان لبيب رزق مكفراتي! ليس فقط وإنما يخوفنا الدكتور يونان بالثالوث المرعب، الذي ينتظرنا إذا هوجمت تصريحات كهذه لنجيب ساويرس، أو جرؤ أحد على نقدها ، وهاذ الثالوث بكلمات الدكتور يونان هو أن انتقاد ساويرس : "يعطي أقباط المهجر المادة الوفيرة التي يهاجمون بها الأوضاع المصرية،... ويمنح القوى الخارجية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأسباب التي تخولها التدخل في الشأن المصري، إن لم يكن بشكل الضغط المباشر من حكومة واشنطن، فبشكل غير مباشر من جمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الداعية لرفض التعامل مع رعايا الحكومة المصرية بمعيار الدين... وما جهله المهاجمون من الحقيقة البسيطة من أن رأس المال جبان، وفيما قرأناه في الصحف عقب حملة هؤلاء النبأ عن بيع نصيبه في شركة أسمنت يملكها في حلوان لشركة أجنبية.."، ويستمر الدكتور يونان في سرد الآثار التي ستترتب على هروب الرأسمالية الوطنية من أمثال ساويرس وغيره من الأقباط ، والبطالة التي تنتظرنا وعودة سيطرة الرأسمال الأجنبي على اقتصاد البلد. ويتساءل كثيرون يا دكتور عن حكاية الرأسمالية الوطنية التي يمثلها ساويرس وعن علاقاتها بالمعونة الأمريكية، ولكن هذا موضوع سيكون له مجال آخر.ولا يختلف خطاب الدكتور يونان في مقاله هذا عن خطاب القمص صرابامون الشايب؛ فهو يقاسمه فنَّ التحريض والترهيب والاستقواء بالخارج حتى لا يفتح أحد فمه بكلمة نقد لرأي يقوله ثري بوزن نجيب ساويرس. القمص قال إنه يخاطب "الضمير العالمي" للتصدي لما أسماه "خفافيش الظلام"، والدكتور تحدث عن "أقباط المهجر" ، وضغوط القوى الخارجية و"على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية" ـ على حد قوله ـ إضافة إلى هروب ساويرس بفلوسه إلى الخارج باعتبار أن رأس المال جبان!. ويبدو أن الدكتور يونان لم يدرك أنه ناقض نفسه، وكر على فكرته عن وطنية نجيب ساويرس بالبطلان عندما أوضح لنا أنه مثل أي "خواجة" آخرـ ليس له انتماء مصري ـ من أصحاب رأس المال، يخضع لمبدأ "رأس المال جبان"؛ حيث كان مقتضى الأمر الأول الذي أعجبه في نجيب وهو"روح وطنية ترعى مصالح مصر وتعلي من شأنها"، ألا يبادر المهندس نجيب لدى سماعه بعض الانتقادات لآرائه ـ حتى ولو كانت شديدة ـ ببيع نصيبه في شركة أسمنت بحلون، ولمن؟ لشركة أجنبية!، هكذا ربط الدكتور يونان بين الأمرين في مقاله ، وقد يكون البيع لسبب آخر مختلف، ولكننا نحاول أن نفهم كلام الدكتور، ونسائله: هل هذه هي الروح الوطينة التي أعجبتك يا دكتور؟ هل هذه هي رعاية مصالح مصر والإعلاء من شأنها؟! وإذا لم تظهر الوطنية في وقت الشدة والأزمة فمتى تظهر إذن ومتى تكون التضحية؟إن انضمام واحد مثل الدكتور يونان إلى صناع الفتنة والمتفننين في التحريض وتعبئة الشعور العام بالكراهية أمر ينذر بمخاطر شديدة، فانحيازه بهذا الشكل المفاجئ لخطاب الفتنة والتحريض وكم الأفواه عن النطق بنقد أو برأي يخالف صاحب الثروة، والاندماج مع الخطاب الكنسي المتعصب الذي يتحدث به أمثال القمص صرابامون يعني بداية انهيار جبهة العقل والحكمة، والانزلاق إلى مستنقع الفتنة، وقى الله مصر شرورها. بقي أن نذكر هنا أن متابعتنا لردود الأفعال على ما صرح به نجيب ساويرس توضح أن الردود الإسلامية أكدت بقوة على أنها لا تفهم تصريحاته من منظور انتمائه القبطي، أو الطائفي ، وإنما باعتباره علمانياً، وأن من حق كل ذي رأي أن يعبر عنه رأيه ويسمع الرأي الآخر في الوقت نفسه، وليس من حق أحد أن يقيم من ذات نفسه وصياً على أحد.