من يقنع ساويرس بأن مصر ليست للبيع
ساويرس يستجيب لغواية الشيطان .. ويحلم بابتلاع مصر
لم تكن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الصحفيون أمام دار الأوبرا عشية افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي موجهة إلي نجيب ساويرس كرجل أعمال .. أوله كغير مسلم .. أو لموقفه من الحجاب وزحف موجة التدين والمحافظة .. أو لقناته المنفلته .. أو غير ذلك مما يحلو له أن يدعيه .. ولكنها كانت وقفة ضد شهيته المفتوحة لآخر المدي .. للسيطرة .. والهيمنة .. والاستحواذ .. والنفوذ.. والاستقواء .. وفرض الرأي من خلال غطرسة بادية .. وعدم مبالاة بالآخرين .. أو بآرائهم وحقوقهم .. والاستهانة بكل المواضعات، والتقاليد، والأعراف .. والقيم .. وهي أمور معروفة، ومتفق عليها بين علماء النفس وأساتذة الاجتماع .. الذين قرروا من أزمنة ان استقبال الناس للتحولات الاجتماعية ليس واحدا .. ومشاعرهم تجاه الثراء ليست متساوية .. وأن ثمة من يتطير بالمال .. ويفقد القدرة علي التحكم في افكاره
ومشاعره .. فيطلق لها العنان .. أو تنطلق هي منفلتة علي الرغم منه .. تجور علي حقوق الآخرين .. ولاتأبه بأحد .. ولا تبالي بقيم أو تقاليد أو أعراف .. تضرب في كل اتجاه .. وقد عميت بالمال عن حقائق كثيرة .. وهو بالضبط ما أصاب نجيب ساويرس .. وبدأت كافة أعراضه واضحة عليه، وعلي تصرفاته وسلوكياته، خاصة أن أمواله قد فتحت أمامه أبوابا كثيرة .. ومكنته من الدخول إلي مجالات متعددة .. فتضخمت ظاهرة ساويرس بعد أن تمكن منه شيطان الغواية .. وملأ رأسه بالأوهام والخيالات والخرافات .. وزين له أفعاله .. وأقنعه بأنه أصبح في وضع يعلو هامات البشر .. يأمر فيطاع .. ويري ما لا يراه غيره فيتبع .. ويقول الشيء فلا يرد .. ولا يجادل .. ولا يراجع .. وعلي من يركب رأسه ويفكر في مجادلته أو مراجعته .. أن يقدم نفسه .. ويعد أمواله .. ويعلن عن حجم ثروته .. وسوف يدرك أنه خاسر لا محالة.هذا هو ساويرس .. وهذه هي حقيقته .. بعد أن قاده شيطان المال أعمي وأصم إلي حافة هاوية .. وأقنعه بأن قوانين البيزنس أعلي وأقوي .. وأكثر قداسة من كافة القوانين والدساتير .. وأنها المحرك لشئون الكون .. فحمل ساويرس قناعاته .. وأوهامه وبدأ يتحرك في كل اتجاه .. وعندما عنى له أن يقترب من مجالات الثقافة والآداب والفنون .. سبقته أمواله .. فأنشأ مؤسسة ساويرس الأدبية .. وأقام مهرجانها لتكريم الأدباء ومنحهم جوائزها السخية في الرواية والقصة القصيرة .. وأنشأ قناته الفضائية V.T.O وأعلن انها القناة المحررة من كل القيود .. وأن هدفهاالأساسي هو التصدي لزحف موجات التدين .. والبرامج الدينية التي طغت علي القنوات الأخري كما أنشأ قناة 'نهرين' في العراق تحت مظلة الاحتلال الأمريكي وحمايته وأعلن عن قرب اطلاق قناتين جديدتين للدراما والأخبار .. كما أنشأ شركة للإعلان .. وأخري للانتاح الفني وامتلك حصصا في عدة صحف .. وبسط هيمنته علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .. ابتداء من دورته الثلاثين في العام الماضي.. وفرض عليه تخصيص نصف حصة مصر من الافلام المعروضة لافلام شركته التي قدمها تحت اسم المنتج هاني جرجس فوزي .. وليتصدر منصة الاحتفال بافتتاح المهرجان وعلي يمينه عزت أبو عوف رئيس المهرجان .. وعلي يساره اليكس شلبي المدير التنفيذي لشركة موبينيل الراعية الرسمية للمهرجان .. ويومها قال ساويرس ما أراد قوله .. وما عنى له .. وشن هجوما عنيفا علي الحكومة .. واتهمها باتخاذ موقف المتفرج من قضية الحجاب التي أثارها تصريح لوزير الثقافة وقتها .. وقال: ان الحكومة تخلت عن وزير الثقافة فاروق حسني .. وتركته وحده في مواجهة حملة شرسة .. مؤكدا أنه وبعيدا عن فرضية الحجاب من عدمه .. تجب حماية حرية الرأي .. ورغم انبهار رئيس المهرجان بتصريحات ساويرس .. وجرأته المليارديرية .. ودعوته للحضور بالتصفيق الحاد اعجابا وتضامنا مع تلك التصريحات المتغطرسة المستفزة .. فإن أحدا لم يتجاوب مع دعوة رئيس المهرجان.وفي عامنا الحالي .. تقدم ساويرس لرعاية المهرجان في دورته الواحدة والثلاثين وقد تمرس في دورته الثلاثين .. وقد اكتشف الصحفيون مبكرا أن ساويرس قد ابتلع المهرجان بأكمله .. ولم يترك شيئا لغيره .. وأن المركز الصحفي التابع للمهرجان أصبح لافتة بدون فاعلية بعد أن ابتلع ساويرس كل اختصاصاته .. من أول الدعاية للمهرجان حتي توجيه الدعوات للضيوف والصحفيين .. فاستبعد من لا يروقون له .. وتجاهل صحفيي الأقسام الفنية .. وقصر الدعوة علي من يستحقون شرف مجالسته .. رؤساء التحرير ونوابهم .. واحتكر بث حفل الافتتاح لقناته V.T.O مستبعدا كافة القنوات الأخري .. ومن بينها قنوات 'الدولة' صاحبة المهرجان.وإمعانا في فرض الهيمنة .. عقد ساويرس مؤتمرا صحفيا قبل بدء المهرجان بيومين في أحد الفنادق الكبري .. متجاهلا المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة المهرجان قبله بيومين .. وفي مؤتمر ساويرس الصحفي حرص علي التأكيد أنه وليس غيره، كل شيء بالنسبة للمهرجان .. وأنه الذي حدد وقرر .. ورفض وأثبت .. واستبعد وأضاف .. سواء بالنسبة للأفلام المشاركة .. أو بالنسبة للمكرمين .. وأشار إلي إصراره شخصيا علي اختيار نجيب الريحاني للتكريم هذا العام، وانتاج وطبع وتوزيع كتاب وشريط D.V.D عن السيرة الذاتية له .. والجهود الكبيرة لإعادة ترميم منزله الذي أصبح متحفا ومزارا .. وهو ما نسف ادعاءات رئيس المهرجان علي تمتع إدارته بالاستقلالية التامة في اختيار الافلام .. وتحديد المكرمين خاصة بعدما تبين ان نصف الافلام الممثلة لمصر والمشاركة في المهرجان من إنتاج شركة ساويرس.ولم يشأ ساويرس ان يفوت فرصة كهذه دون القيام باستعراض يؤكد نفوذه .. وقوته .. فنفي ما تناقلته الصحف علي لسانه من هجوم علي الحجاب .. مؤكدا أنه شخص ديمقراطي .. ويحب الحرية بكل أنواعها(!!) ومن غير المعقول ان تشغله مسألة الحجاب .. سواء ارتدته المرأة .. أو اهملته وتخلت عنه .. وبكل صلف الثراء عقب علي سؤال حول سبب رعايته للمهرجان .. وهل هو نوع من مغازلة الحكومة ؟.. فقال بعد أن هز كتفيه .. ورفع حاجبيه .. انه لا حاجة به إلي مغازلة أحد. ولا غرابة فيما يقدم عليه نجيب ساويرس من غرائب وعجائب .. فكلها سمات لمن يتضخم أكثر من اللازم .. فيعجز عن رؤية الآخرين .. ولا يعود قادرا إلا علي رؤية نفسه ومصالحه .. والرجل قد تضخم .. وتضخم.. وامتدت شركاته واستثماراته وأمواله .. إلي 'إسرائيل' وباكستان .. وأفغانستان والعراق .. 'دول الهيمنة الأمريكية' .. وبنجلاديش .. وعمان وقطر والجزائر وإيطاليا وفرنسا والعديد من دول الاتحاد الأوربي وأمريكا اللاتينية .. وتناقلت صحف فرنسا تصريحاته عن قرب شرائه لثالث أكبر شركة اتصالات فرنسية وهي شركة 'بويج تليكوم' التي يقدر ثمنها بأكثر من ٩ مليارات يورو .. كما ترددت الاخبار عن شرائه لشركة أكبر شبكة في أوربا وهي شركة 'ويند' التابعة لمؤسسة 'انيل' الإيطالية للمرافق بالكامل مقابل ثلاثة مليارات دولار .. كما أكدت صحيفة 'فولها دي ساو باولو' البرازيلية عرض ساويرس لشراء حصة مسيطرة في شركة الاتصالات البرازيلية 'برازيل تليكوم'.كما صرح هو بأن عائلته تدير ٥٢٪ من رأس المال السوقي ببورصة الأوراق المالية أي حوالي ٥١١ مليار جنيه أي ٠٢٪ من الناتج المحلي الاجمالي .. كما أعلن البدء في اقامة مصنع نسيج جديد في الصعيد برأسمال ٠٤ مليون جنيه.. ومصنع للسكر في العامرية برأسمال ٠٥١ مليون دولار.ولأن ساويرس قد تضخم بأكثر من اللازم للدرجة التي أعلن فيها وعلي الملأ أن مصر 'بجلالة قدرها' أصبحت غير قادرة علي استيعاب أمواله .. وهو ما دفعه إلي اتخاذ القرار بالاستثمار في الخارج.. ورجل مثل هذا يتسابق الكثيرون لخدمته دون ان يطلب.. والتزلف له دون اعلان عن حاجته لذلك.. ولو أردنا ان نحصي النماذج فلن نتمكن .. ويكفي ان احدي شركاته.. شركة 'أبيلا مصر' يقوم نشاطها علي ادارة وتشغيل عربات النوم والقطارات الفاخرة والمحطات كما تقوم بتحصيل ايجارات هيئة السكة الحديد لدي مؤجري البوتيكات والكافتيريات مقابل ٥٪ من فائض التشغيل سنويا وتحقق عن طريق ذلك مكاسب كبيرة.. وجدت بين كبار مسئولي السكة الحديد من يتطوع بإسقاط ٣.٨٥ مليون جنيه من مديونيتها لصالح الهيئة بحجة ان الشركة قد تعرضت لبعض الخسائر.وعلي ذات الطريق يجد ساويرس في مجلس ادارة هيئة المجتمعات العمرانية المشكل من ٦وزراء برئاسة وزير الاسكان.. من يتعاطف معه.. ويجزل له العطاء والتحية، والاستثناء .. وقد خصصوا له الي جانب السوابق مساحة ٠٠٠٢ فدان له ولعائلته في مدينة ٦ اكتوبر بسعر ٠١جنيهات للمتر.. يسدد ٠١٪ من ثمنها.. والباقي علي ٠١سنوات منها ٣ سنوات فترة سماح.. هل رأي أحد منكم كرما وسخاء اكثر من ذلك.. مع ان المساحة المشار اليها (تعززت) علي مشترين لا حصر لهم.. لانها تحتل موقعا ممتازا خلف الماجيك لاند مباشرة .. ولكن لاشيء يعز علي ساويرس وعائلته.ولايعني ذلك ان ساويرس محصن، لايستطيع احد في العالم ان يمسسه بسوء.. او يقول فيه كلمة حق وصدق.. أو ينظر اليه نظرة ريبة وشك.. والشرفاء كثر.. والمرتابون والمتشككون اكثر من الهم علي القلب.. والمنافسون يتوالدون يوميا.. يستوي في ذلك الداخل والخارج.. فقد رفضت شركة (راية) عرض ساويرس للاستحواذ علي الشركة ووصفت محاولاته بأنها عملية تسلل من الشباك.. ورفضت قطر محاولاته للاستحواذ علي 'قطر اكيوتل' للاتصالات، كما رفض البنك المركزي المصري السماح لساويرس وعائلته بامتلاك اي بنك مصري حتي لا تعود سيطرة العائلات علي البنوك.اما في 'إسرائيل' حيث تصف جريدة معاريف ساويرس بانه سفير التطبيع مع 'إسرائيل' بالبيزنس فقد اعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي 'اريئيل ايتاس' الذي ينتمي الي حركة 'شاس' الدينية المتطرفة ان شركة اوراسكوم لن تتمكن من زيادة نسبة أسهمها في شركة 'بارتنر' الاسرائيلية لخدمات الهاتف المحمول.. وانه قام باخطار محامي ساويرس بقرار الوزارة النهائي بعدم السماح لأوراسكوم بزيادة نسبتها في اسهم الشركة الاسرائيلية عن ٩٪ التي يمتلكها ساويرس حاليا.كما أنه يتعرض يوميا تقريبا لحملات صحفية .. وتذمرات من الرأي العام بسبب تعاليه واستقوائه وانفلات لسانه بلا قيود.. يقول الشيء ونقيضه.. واثقا وواهما ان احدا لن يجرؤ علي مراجعته.. وقد بلغ به النزق مؤخرا الي القول بالنص: 'انا امتلك حبا جارفا في قلوب الشارع المصري.. وانزلوا الي الشارع واسألوا.. ويكفيني اني اسير بلا حراسة.. واجمل اوقاتي عندما امشي بين الناس في الشارع.. ان شعبيتي اعلي بكثير من شعبية اي نائب في مجلس الشعب سواء من رجال الاعمال او غيرهم.. ومع ذلك فانا غير راغب في دخول المجلس'.ولانه يشعر في قرارة نفسه بغير ما يدعيه.. فقد زرع في كل مكان كمينا للدفاع عنه.. وتجريح منتقديه.. وله في الصحف الصفراء اعوان تفوح من جيوبهم رائحة خبزه.. وله في كل مدينة اكثر من محام.. وفي كل دولة مكتب للتقاضي والمحاماة.. اما في 'اسرائيل'.. ووفقا لمخططاته بالتوسع في الشراكة والاستثمار.. والتطبيع.. فقد تعاقد مع اكبر مكتب للمحاماة هناك.. المكتب الذي يديره المحامي الاسرائيلي الشهير 'يوسي عبادي' الذي يشتبك مع وزير الاتصالات الاسرائيلي اريئيل ايتاس.. في العديد من القضايا .. والتعاقدات . والمفاوضات العالقة بين الدولة الصهيونية والسيد ساويرس.وهو في ذلك يدعم بشكل غير مباشر الاقتصاد الإسرائيلي بأموال المصريين.وقد أحسنت الزميلة 'الجمهورية' تعبيرا عندما نشرت أول أمس الخميس خبرا لافتا تحت عنوان 'عشان خاطر عيون ساويرس.. حكومة نظيف باقية' قالت: ان بقاء د. نظيف وحكومته ليس بسبب ارتفاع مؤشرات الاداء الاقتصادي لها.. ولا لكثرة الشهادات الدولية من الجمعيات الاقتصادية.. ولا لحسن اداء الوزراء ولكن السبب ان المهندس نجيب ساويرس.. قال: ان د. نظيف من احسن رؤساء الوزارات في تاريخ مصر.. وانه سوف يحزن كثيرا لو انه تم تغيير د. نظيف وحكومته ..وقد تكون لنا عودة.
لم تكن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الصحفيون أمام دار الأوبرا عشية افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي موجهة إلي نجيب ساويرس كرجل أعمال .. أوله كغير مسلم .. أو لموقفه من الحجاب وزحف موجة التدين والمحافظة .. أو لقناته المنفلته .. أو غير ذلك مما يحلو له أن يدعيه .. ولكنها كانت وقفة ضد شهيته المفتوحة لآخر المدي .. للسيطرة .. والهيمنة .. والاستحواذ .. والنفوذ.. والاستقواء .. وفرض الرأي من خلال غطرسة بادية .. وعدم مبالاة بالآخرين .. أو بآرائهم وحقوقهم .. والاستهانة بكل المواضعات، والتقاليد، والأعراف .. والقيم .. وهي أمور معروفة، ومتفق عليها بين علماء النفس وأساتذة الاجتماع .. الذين قرروا من أزمنة ان استقبال الناس للتحولات الاجتماعية ليس واحدا .. ومشاعرهم تجاه الثراء ليست متساوية .. وأن ثمة من يتطير بالمال .. ويفقد القدرة علي التحكم في افكاره
ومشاعره .. فيطلق لها العنان .. أو تنطلق هي منفلتة علي الرغم منه .. تجور علي حقوق الآخرين .. ولاتأبه بأحد .. ولا تبالي بقيم أو تقاليد أو أعراف .. تضرب في كل اتجاه .. وقد عميت بالمال عن حقائق كثيرة .. وهو بالضبط ما أصاب نجيب ساويرس .. وبدأت كافة أعراضه واضحة عليه، وعلي تصرفاته وسلوكياته، خاصة أن أمواله قد فتحت أمامه أبوابا كثيرة .. ومكنته من الدخول إلي مجالات متعددة .. فتضخمت ظاهرة ساويرس بعد أن تمكن منه شيطان الغواية .. وملأ رأسه بالأوهام والخيالات والخرافات .. وزين له أفعاله .. وأقنعه بأنه أصبح في وضع يعلو هامات البشر .. يأمر فيطاع .. ويري ما لا يراه غيره فيتبع .. ويقول الشيء فلا يرد .. ولا يجادل .. ولا يراجع .. وعلي من يركب رأسه ويفكر في مجادلته أو مراجعته .. أن يقدم نفسه .. ويعد أمواله .. ويعلن عن حجم ثروته .. وسوف يدرك أنه خاسر لا محالة.هذا هو ساويرس .. وهذه هي حقيقته .. بعد أن قاده شيطان المال أعمي وأصم إلي حافة هاوية .. وأقنعه بأن قوانين البيزنس أعلي وأقوي .. وأكثر قداسة من كافة القوانين والدساتير .. وأنها المحرك لشئون الكون .. فحمل ساويرس قناعاته .. وأوهامه وبدأ يتحرك في كل اتجاه .. وعندما عنى له أن يقترب من مجالات الثقافة والآداب والفنون .. سبقته أمواله .. فأنشأ مؤسسة ساويرس الأدبية .. وأقام مهرجانها لتكريم الأدباء ومنحهم جوائزها السخية في الرواية والقصة القصيرة .. وأنشأ قناته الفضائية V.T.O وأعلن انها القناة المحررة من كل القيود .. وأن هدفهاالأساسي هو التصدي لزحف موجات التدين .. والبرامج الدينية التي طغت علي القنوات الأخري كما أنشأ قناة 'نهرين' في العراق تحت مظلة الاحتلال الأمريكي وحمايته وأعلن عن قرب اطلاق قناتين جديدتين للدراما والأخبار .. كما أنشأ شركة للإعلان .. وأخري للانتاح الفني وامتلك حصصا في عدة صحف .. وبسط هيمنته علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .. ابتداء من دورته الثلاثين في العام الماضي.. وفرض عليه تخصيص نصف حصة مصر من الافلام المعروضة لافلام شركته التي قدمها تحت اسم المنتج هاني جرجس فوزي .. وليتصدر منصة الاحتفال بافتتاح المهرجان وعلي يمينه عزت أبو عوف رئيس المهرجان .. وعلي يساره اليكس شلبي المدير التنفيذي لشركة موبينيل الراعية الرسمية للمهرجان .. ويومها قال ساويرس ما أراد قوله .. وما عنى له .. وشن هجوما عنيفا علي الحكومة .. واتهمها باتخاذ موقف المتفرج من قضية الحجاب التي أثارها تصريح لوزير الثقافة وقتها .. وقال: ان الحكومة تخلت عن وزير الثقافة فاروق حسني .. وتركته وحده في مواجهة حملة شرسة .. مؤكدا أنه وبعيدا عن فرضية الحجاب من عدمه .. تجب حماية حرية الرأي .. ورغم انبهار رئيس المهرجان بتصريحات ساويرس .. وجرأته المليارديرية .. ودعوته للحضور بالتصفيق الحاد اعجابا وتضامنا مع تلك التصريحات المتغطرسة المستفزة .. فإن أحدا لم يتجاوب مع دعوة رئيس المهرجان.وفي عامنا الحالي .. تقدم ساويرس لرعاية المهرجان في دورته الواحدة والثلاثين وقد تمرس في دورته الثلاثين .. وقد اكتشف الصحفيون مبكرا أن ساويرس قد ابتلع المهرجان بأكمله .. ولم يترك شيئا لغيره .. وأن المركز الصحفي التابع للمهرجان أصبح لافتة بدون فاعلية بعد أن ابتلع ساويرس كل اختصاصاته .. من أول الدعاية للمهرجان حتي توجيه الدعوات للضيوف والصحفيين .. فاستبعد من لا يروقون له .. وتجاهل صحفيي الأقسام الفنية .. وقصر الدعوة علي من يستحقون شرف مجالسته .. رؤساء التحرير ونوابهم .. واحتكر بث حفل الافتتاح لقناته V.T.O مستبعدا كافة القنوات الأخري .. ومن بينها قنوات 'الدولة' صاحبة المهرجان.وإمعانا في فرض الهيمنة .. عقد ساويرس مؤتمرا صحفيا قبل بدء المهرجان بيومين في أحد الفنادق الكبري .. متجاهلا المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة المهرجان قبله بيومين .. وفي مؤتمر ساويرس الصحفي حرص علي التأكيد أنه وليس غيره، كل شيء بالنسبة للمهرجان .. وأنه الذي حدد وقرر .. ورفض وأثبت .. واستبعد وأضاف .. سواء بالنسبة للأفلام المشاركة .. أو بالنسبة للمكرمين .. وأشار إلي إصراره شخصيا علي اختيار نجيب الريحاني للتكريم هذا العام، وانتاج وطبع وتوزيع كتاب وشريط D.V.D عن السيرة الذاتية له .. والجهود الكبيرة لإعادة ترميم منزله الذي أصبح متحفا ومزارا .. وهو ما نسف ادعاءات رئيس المهرجان علي تمتع إدارته بالاستقلالية التامة في اختيار الافلام .. وتحديد المكرمين خاصة بعدما تبين ان نصف الافلام الممثلة لمصر والمشاركة في المهرجان من إنتاج شركة ساويرس.ولم يشأ ساويرس ان يفوت فرصة كهذه دون القيام باستعراض يؤكد نفوذه .. وقوته .. فنفي ما تناقلته الصحف علي لسانه من هجوم علي الحجاب .. مؤكدا أنه شخص ديمقراطي .. ويحب الحرية بكل أنواعها(!!) ومن غير المعقول ان تشغله مسألة الحجاب .. سواء ارتدته المرأة .. أو اهملته وتخلت عنه .. وبكل صلف الثراء عقب علي سؤال حول سبب رعايته للمهرجان .. وهل هو نوع من مغازلة الحكومة ؟.. فقال بعد أن هز كتفيه .. ورفع حاجبيه .. انه لا حاجة به إلي مغازلة أحد. ولا غرابة فيما يقدم عليه نجيب ساويرس من غرائب وعجائب .. فكلها سمات لمن يتضخم أكثر من اللازم .. فيعجز عن رؤية الآخرين .. ولا يعود قادرا إلا علي رؤية نفسه ومصالحه .. والرجل قد تضخم .. وتضخم.. وامتدت شركاته واستثماراته وأمواله .. إلي 'إسرائيل' وباكستان .. وأفغانستان والعراق .. 'دول الهيمنة الأمريكية' .. وبنجلاديش .. وعمان وقطر والجزائر وإيطاليا وفرنسا والعديد من دول الاتحاد الأوربي وأمريكا اللاتينية .. وتناقلت صحف فرنسا تصريحاته عن قرب شرائه لثالث أكبر شركة اتصالات فرنسية وهي شركة 'بويج تليكوم' التي يقدر ثمنها بأكثر من ٩ مليارات يورو .. كما ترددت الاخبار عن شرائه لشركة أكبر شبكة في أوربا وهي شركة 'ويند' التابعة لمؤسسة 'انيل' الإيطالية للمرافق بالكامل مقابل ثلاثة مليارات دولار .. كما أكدت صحيفة 'فولها دي ساو باولو' البرازيلية عرض ساويرس لشراء حصة مسيطرة في شركة الاتصالات البرازيلية 'برازيل تليكوم'.كما صرح هو بأن عائلته تدير ٥٢٪ من رأس المال السوقي ببورصة الأوراق المالية أي حوالي ٥١١ مليار جنيه أي ٠٢٪ من الناتج المحلي الاجمالي .. كما أعلن البدء في اقامة مصنع نسيج جديد في الصعيد برأسمال ٠٤ مليون جنيه.. ومصنع للسكر في العامرية برأسمال ٠٥١ مليون دولار.ولأن ساويرس قد تضخم بأكثر من اللازم للدرجة التي أعلن فيها وعلي الملأ أن مصر 'بجلالة قدرها' أصبحت غير قادرة علي استيعاب أمواله .. وهو ما دفعه إلي اتخاذ القرار بالاستثمار في الخارج.. ورجل مثل هذا يتسابق الكثيرون لخدمته دون ان يطلب.. والتزلف له دون اعلان عن حاجته لذلك.. ولو أردنا ان نحصي النماذج فلن نتمكن .. ويكفي ان احدي شركاته.. شركة 'أبيلا مصر' يقوم نشاطها علي ادارة وتشغيل عربات النوم والقطارات الفاخرة والمحطات كما تقوم بتحصيل ايجارات هيئة السكة الحديد لدي مؤجري البوتيكات والكافتيريات مقابل ٥٪ من فائض التشغيل سنويا وتحقق عن طريق ذلك مكاسب كبيرة.. وجدت بين كبار مسئولي السكة الحديد من يتطوع بإسقاط ٣.٨٥ مليون جنيه من مديونيتها لصالح الهيئة بحجة ان الشركة قد تعرضت لبعض الخسائر.وعلي ذات الطريق يجد ساويرس في مجلس ادارة هيئة المجتمعات العمرانية المشكل من ٦وزراء برئاسة وزير الاسكان.. من يتعاطف معه.. ويجزل له العطاء والتحية، والاستثناء .. وقد خصصوا له الي جانب السوابق مساحة ٠٠٠٢ فدان له ولعائلته في مدينة ٦ اكتوبر بسعر ٠١جنيهات للمتر.. يسدد ٠١٪ من ثمنها.. والباقي علي ٠١سنوات منها ٣ سنوات فترة سماح.. هل رأي أحد منكم كرما وسخاء اكثر من ذلك.. مع ان المساحة المشار اليها (تعززت) علي مشترين لا حصر لهم.. لانها تحتل موقعا ممتازا خلف الماجيك لاند مباشرة .. ولكن لاشيء يعز علي ساويرس وعائلته.ولايعني ذلك ان ساويرس محصن، لايستطيع احد في العالم ان يمسسه بسوء.. او يقول فيه كلمة حق وصدق.. أو ينظر اليه نظرة ريبة وشك.. والشرفاء كثر.. والمرتابون والمتشككون اكثر من الهم علي القلب.. والمنافسون يتوالدون يوميا.. يستوي في ذلك الداخل والخارج.. فقد رفضت شركة (راية) عرض ساويرس للاستحواذ علي الشركة ووصفت محاولاته بأنها عملية تسلل من الشباك.. ورفضت قطر محاولاته للاستحواذ علي 'قطر اكيوتل' للاتصالات، كما رفض البنك المركزي المصري السماح لساويرس وعائلته بامتلاك اي بنك مصري حتي لا تعود سيطرة العائلات علي البنوك.اما في 'إسرائيل' حيث تصف جريدة معاريف ساويرس بانه سفير التطبيع مع 'إسرائيل' بالبيزنس فقد اعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي 'اريئيل ايتاس' الذي ينتمي الي حركة 'شاس' الدينية المتطرفة ان شركة اوراسكوم لن تتمكن من زيادة نسبة أسهمها في شركة 'بارتنر' الاسرائيلية لخدمات الهاتف المحمول.. وانه قام باخطار محامي ساويرس بقرار الوزارة النهائي بعدم السماح لأوراسكوم بزيادة نسبتها في اسهم الشركة الاسرائيلية عن ٩٪ التي يمتلكها ساويرس حاليا.كما أنه يتعرض يوميا تقريبا لحملات صحفية .. وتذمرات من الرأي العام بسبب تعاليه واستقوائه وانفلات لسانه بلا قيود.. يقول الشيء ونقيضه.. واثقا وواهما ان احدا لن يجرؤ علي مراجعته.. وقد بلغ به النزق مؤخرا الي القول بالنص: 'انا امتلك حبا جارفا في قلوب الشارع المصري.. وانزلوا الي الشارع واسألوا.. ويكفيني اني اسير بلا حراسة.. واجمل اوقاتي عندما امشي بين الناس في الشارع.. ان شعبيتي اعلي بكثير من شعبية اي نائب في مجلس الشعب سواء من رجال الاعمال او غيرهم.. ومع ذلك فانا غير راغب في دخول المجلس'.ولانه يشعر في قرارة نفسه بغير ما يدعيه.. فقد زرع في كل مكان كمينا للدفاع عنه.. وتجريح منتقديه.. وله في الصحف الصفراء اعوان تفوح من جيوبهم رائحة خبزه.. وله في كل مدينة اكثر من محام.. وفي كل دولة مكتب للتقاضي والمحاماة.. اما في 'اسرائيل'.. ووفقا لمخططاته بالتوسع في الشراكة والاستثمار.. والتطبيع.. فقد تعاقد مع اكبر مكتب للمحاماة هناك.. المكتب الذي يديره المحامي الاسرائيلي الشهير 'يوسي عبادي' الذي يشتبك مع وزير الاتصالات الاسرائيلي اريئيل ايتاس.. في العديد من القضايا .. والتعاقدات . والمفاوضات العالقة بين الدولة الصهيونية والسيد ساويرس.وهو في ذلك يدعم بشكل غير مباشر الاقتصاد الإسرائيلي بأموال المصريين.وقد أحسنت الزميلة 'الجمهورية' تعبيرا عندما نشرت أول أمس الخميس خبرا لافتا تحت عنوان 'عشان خاطر عيون ساويرس.. حكومة نظيف باقية' قالت: ان بقاء د. نظيف وحكومته ليس بسبب ارتفاع مؤشرات الاداء الاقتصادي لها.. ولا لكثرة الشهادات الدولية من الجمعيات الاقتصادية.. ولا لحسن اداء الوزراء ولكن السبب ان المهندس نجيب ساويرس.. قال: ان د. نظيف من احسن رؤساء الوزارات في تاريخ مصر.. وانه سوف يحزن كثيرا لو انه تم تغيير د. نظيف وحكومته ..وقد تكون لنا عودة.
جريدة الأسبوع
No comments:
Post a Comment